فصل: الباب الخامس عشر: في يدي الله عز وجل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **


الباب الخامس عشر‏:‏ في يدي الله عز وجل

مذهب أهل السنة والجماعة أن لله تعالى‏:‏ يدين، اثنتين، مبسوطتين بالعطاء والنعم‏.‏ وهما من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة على الوجه اللائق به‏.‏

وقد دل على ثبوتهما الكتاب، والسنة‏.‏

فمن أدلة الكتاب قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي‏}‏ ‏[‏ص‏:‏ 75‏]‏‏.‏

ومن أدلة السنة قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏يد الله ملأى سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه‏)‏‏.‏

وقد أجمع أهل السنة على أنهما يدان حقيقيتان لا تشبهان أيدي المخلوقين، ولا يصح تحريف معناهما إلى القوة، أو النعمة أو نحو ذلك لوجوه منها‏:‏

أولًا‏:‏ أنه صرف للكلام عن حقيقته إلى مجازه بلا دليل‏.‏

ثانيًا‏:‏ أنه معنى تأباه اللغة في مثل السياق الذي جاءت به مضافة إلى الله تعالى‏:‏ فإن الله قال‏:‏ ‏{‏لما خلقت بيدي‏}‏ ‏[‏ص‏:‏ 75‏]‏ ولا يصح أن يكون المعنى لما خلقت بنعمتي، أو قوتي‏.‏

ثالثًا‏:‏ أنه ورد إضافة اليد إلى الله بصيغة التثنية، ولم يرد في الكتاب والسنة ولا في موضع واحد إضافة النعمة والقوة إلى الله بصيغة التثنية فكيف يفسر هذا بهذا‏؟‏‏!‏

رابعًا‏:‏ أنه لو كان المراد بهما القوة لصح أن يقال‏:‏ إن الله خلق إبليس بيده ونحو ذلك‏.‏ وهذا ممتنع ولو كان جائزًا لا حتج به إبليس على ربه حين قال له‏:‏ ‏{‏ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي‏}‏ ‏[‏ص‏:‏ 75‏]‏‏.‏

خامسًا‏:‏ أن اليد التي أضافها الله إلى نفسه تصرفت تصرفًا يمنع أن يكون المراد بها النعمة، أو القوة فجاءت بلفظ اليد، والكف، وجاء إثبات الأصابع لله تعالى‏:‏ والقبض، والهز كقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏يقبض الله سمواته بيده والأرض باليد الأخرى، ثم يهزهن ويقول‏:‏ أنا الملك‏)‏‏.‏

وهذه التصرفات تمنع أن يكون المراد بها النعمة، أو القوة‏.‏